عام التسامح والعطاء

انتهى عام 2019، هذا العام الذي حمل اسم عام التسامح بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وقد ركز على ترسيخ دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح. والمتابع لسير الأحداث والإنجازات في دولة الإمارات سيجد أن العديد من إنجازات التسامح فاقت التوقعات، سواء على مستوى الإنجازات الحكومية أو على مستوى المجتمع المدني أو على مستوى العديد من مؤسسات القطاع الخاص.

وأود أن أشير في هذا السياق إلى منارات زايد للتسامح، التي تعد متحفاً يضم معروضات عن إرثه طيب الله ثراه، وتعبيراً عن مبادئه التي أسس وساس بها البلاد والتي هي قائمة على التسامح والسلام منهاجاً وعملاَ. ولقد نظمت هذه المنارات فعاليات وأنشطة عديدة اجتماعية وثقافية، بهدف تنمية قيم التعارف والتراحم والحوار بين الناس على كافة اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم وأجناسهم في مناخ يسوده دفء العيش على أرض الإمارات.

وتأتي إنجازات هذا العام في الارتقاء بأسلوب حياة الشباب في عدة مظاهر منها فرسان التسامح. كما عززت مؤسسات التعليم في الدولة قيم التسامح في المدارس والجامعات من خلال الكثير من الأنشطة والبرامج الطلابية. 

كما تم توظيف التكنولوجيا لنشر قيم التسامح وذلك من خلال تنفيذ مجموعة برامج بالتعاون مع الشركة العالمية "أبل"، وخلال عام التسامح لم يبق مجال اجتماعي وتعليمي وثقافي إلا بُرزت فيه مبادئ التسامح. 

كما عملت وسائل الإعلام على توجيه وتسليط الضوء على الرسائل الإيجابية حول التسامح واحترام التنوع. واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث قيم التسامح ونبذ خطاب الكراهية كما تم طرح المبادرات المتميزة من أجل نشر ثقافة التسامح. 

كما كانت نتائج منتدى الجاليات "سمو الهدف وتلاقي مصالح المجتمع"، منصة كبيرة اشترك بها الكثير من سكان الدولة وتم الاستماع إلى أفضل الأفكار والاقتراحات والمبادرات من رواد أكثر من 200 جالية مقيمة على أرض الإمارات من الذين يؤمنون بأهمية تعزيز وإثراء التسامح. وقد رصدت في هذا المنتدى العديد من الأفكار والمقترحات التي من شأنها نشر قيم ومبادئ التسامح في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والتربوية.

ولإبراز تسامح شعب الإمارات وانفتاحه على العالم وثقافاته، بما يجسد مستهدفات عام التسامح، كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، 14 من الشخصيات والنماذج الفردية والجماعية والمبادرات الداعمة للتسامح، في حفل أوائل الإمارات 2019 احتفاءَ بالشخصيات والمبادرات الرائدة في التسامح.

وتوج هذا بأعظم مبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وذلك في إطار  استقباله للبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في إطار زيارة رسمية خاصة بتاريخ 3 فبراير 2019، عبرت عن مدى ما تتمتع به هذه القيادة الرشيدة من رؤى وتطلعات لبناء مستقبل واعد نحو بناء علاقات إنسانية تتكامل من خلالها الجهود في تحقيق أمن واستقرار المجتمعات، ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي. كما نتج عن هذه الزيارة إطلاق "وثيقة الإخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بتشييد " بيت العائلة الإبراهيمية" في أبوظبي والذي يعد مركزاً للحوار بين الأديان.

لقد كان عام التسامح بحق عاماً مميزاً وأظهرت إنجازاته سجلاً حافلاً يؤكد أن الإمارات بلد السلام والتسامح.

وإن الإمارات قيادة وشعباً تسير على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله الذي بدأ هذه الرسالة الإنسانية السامية مدعومة بالقول والعمل.

حفظ الله قيادتنا الرشيدة وشعبنا المعطاء والمسالم... ودامت الإمارات بخير وسلام وتقدم.

فاطمة  بنت مبارك