الأسرة

تُعد الأسرة الركيزة الأساسية للمجتمع بل هي جوهره ومنطلق تحقيق أهدافه حاضراً ومستقبلاً، ومن هنا فإن الحرص على رسوخ بنيانها ومكوناتها هو حرص على تأدية رسالتها السامية وأدوارها بكل اتساع دائرتها ومجالاتها.

فالأسرة ميزاتها الأساسية في توازنها في ممارسة وظائفها ابتداء من تنشئة أبنائها وصولاً إلى رفد المجتمع بأجيال صلبة في مرتكزاتها الأصيلة تربية وتعليماً وثقافةً مما يعزز الانتماء بكل معانيه وقيمه المتوارثة ويرسخ الولاء في حب الوطن والتفاني في خدمته والذود عن منجزاته ومواصلة العمل من أجله جيلاً بعد جيل.

ومن هنا فإني أؤكد إن الأسرة هي الوحدة الأساسية في بناء المجتمع المترابط المتماسك، ولذلك يجب أن تنصب كل الجهود التنموية من قِبل كافة المؤسسات الحكومية والأهلية بالاهتمام بالأسرة ورصد ومعالجة كل ما تواجهه من مشكلات وتحديات، فالأب والأم في ظل الأسرة النواة في عالم اليوم بحاجة إلى الكثير من الدعم والمساندة، خاصة بعد أن شهد نمط العيش وأسلوب الحياة متغيرات عديدة، ولم تعد الأسرة الصغيرة تحظى بالعيش في كنف الأسرة الكبيرة مما يستلزم المزيد من الاهتمام بالأسرة بهدف دعم تماسكها وترابطها وإيجاد الآليات المناسبة لتعزيز التواصل بين أفرادها ونقل الثقافة من الآباء إلى الأبناء والتأكيد على منظومة القيم المجتمعية الرامية لتقوية البناء الأسري ثم المجتمعي.

الأسرة هي أولوية كبيرة في نظري لن تنجح الجهود التنموية مهما بلغت دون الاهتمام بالبناء الأسري والمحافظة على كيانه ووحدته.

ومن هنا أناشد أبنائي وبناتي أن يلتزموا بما يناط بهم من مسؤوليات في أسرهم، وأن يبذل كل فرد منهم كل ما يستطيع، وأن يكون هدفهم الأول بناء أسرة متماسكة مترابطة تنعم بالاستقرار لأنه إذا صلحت الأسرة صلح المجتمع. وليتحقق ذلك فإن أبناءنا بحاجة دائماً إلى الاطلاع واكتساب الخبرات وتطوير الذات، وعلينا جميعاً في كافة مؤسساتنا مساندة الأسرة، فضياع فرد من الأسرة وعدم استيفائه لما يحقق صلاحه سواء في مجال تعليمه أو صحته أو مساهمته في العمل لا يمثل خسارة لأسرته فحسب بل خسارة للمجتمع بأسره.

فلنتعاون جميعاً ولنبني جميعاً ولنواجهه جميعاً كل تحدي، لتبقى الإمارات ومجتمعها نموذجاً في النجاح والاستقرار والتقدم.

فاطمة بنت مبارك