
المعلم
منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة والقيادة الرشيدة تضع التعليم والمعلم أولوية في كافة الاستراتيجيات والخطط التنموية إيماناً منها بأن التعليم هو المفتاح الأول لكل أبواب المعارف والعلوم والتقنيات، وهو الالتزام في ذات الوقت بالمبادئ والأخلاق والقيم.
إن المبادئ والأخلاق تعد أساس وركيزة في بناء حضارات الشعوب وفي استدامة وجودها وقوتها ولهذا يعد المعلم هو الوسيط الذي ينقل هذه القيم والمبادئ الإنسانية والتعاملات الأخلاقية إلى الأجيال في إطار العملية التعليمية وفي بيئة المدرسة ومحيطها، فعلى المعلم تقع مسؤولية بناء الأجيال المزودين بالعلم والخلق.
ولذا وجه مؤسس الدولة الشيخ زايد طيب الله ثراه بالاهتمام بالمعلم وتقديم ما يلزم له من دعم مالي ومعنوي، وعملت بعد ذلك حكومة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، على ترجمة رؤى واستراتيجيات العملية التعليمية وعلى الاهتمام بالمعلم كقوة بشرية ورفدها بالتدريب والتأهيل المناسب وفتح المجال أمامها لاكتساب أفضل الخبرات من أجل أن يكون المعلم قادراً على ترجمة تطلعات الدولة في بناء الأجيال وإعدادها بما يمكنها من القيام بواجباتها في مسيرة التنمية المستدامة.
فمعلم الأمس واليوم سيبقى صُلب العملية التعليمية، فهو الخبير الحقيقي في مجاله، ودائما يحتاج إلى الدعم الذي يمكنه من تأدية مهمته، ويدرك الكثير من المعلمين الناجحين أنه لا تكفي معرفتهم بالمجالات التي يدرسونها فحسب، فوظيفتهم ليست مجرد تدريس مادة علمية، وإنما تربية وتعليم الطالب، كما يلعب المعلم دور الموجه والمرشد والمشجع لطلابه والقادر على رفع ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم على إيجاد الطرق المناسبه لهم وحثهم على الإيمان بقدراتهم.
وإن أؤكد في هذا السياق إن منظومة العملية التعليمية التي تشمل المدارس بإدارتها وبيئتها وأنشطتها ومناهجها ومعلميها، لا يمكن لها أن تحقق الأهداف التنموية التي تتطلبها المسيرة التعليمية إن لم تعتمد مبدأ تواجد المعلم الناجح في كل محاور هذه المنظومة، وسيقى المعلم وإعداد المعلم وبناء قدراته هدفاً تنموياً في حد ذاته من أجل تحقيق الأهداف التنموية الأكبر أثراً في استمرار تقدم الدولة ونهضتها.