اليوم العالمي للسلام

في الحادي والعشرين من سبتمبر في كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للسلام، وها نحن اليوم في أواخر العقد الثاني من الألفية الثالثة، هذه الألفية التي حملت للعالم الكثير من التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي في شتى المجالات، ولكنها في الوقت نفسه وبسبب التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، جعلت عالم اليوم يواجه الكثير من التحديات التي حملت في جانبها الاجتماعي مواجهات ضد التطرف والإرهاب، مما استدعى إيجاد حلول من شأنها نشر الاستقرار والسلام في العالم. ودولة الإمارات ضمن مجموعة من الدول التي تحرص على مواجهة التطرف وإدانة كل أعمال الإرهاب وتسعى جاهدة نحو نشر السلام.

إن الإمارات قيادةً وشعباً تعتبر السلام ركيزة وأساس في بناء الدول واستمرار تقدمها، ولذا فقد كرست ثقافة السلام والتسامح في المجتمع الإماراتي. وما زالت الحكومة تطلق المبادرات تلو المبادرات من أجل تعزيز قيم التسامح والسلام.

ولقد كان لزيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى أبوظبي في الثالث من فبراير 2019، الأثر الإيجابي على منطقة الشرق الأوسط، هذه الزيارة التي عبرت عن مدى ما تتمتع به هذه القيادة الرشيدة من رؤى وتطلعات لبناء مستقبل واعد نحو بناء علاقات إنسانية تتكامل من خلالها الجهود في تحقيق أمن واستقرار المجتمعات، ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي كما إن إطلاق "وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي رعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جعلت العالم يلتفت إلى الدور البارز الذي تقدمه الإمارات قيادة وشعب لتأسيس مبادئ سامية نحو نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بين كافة الأديان وبين أبناء الشعوب على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ومعتقداتهم.

إن هذا الإعلان الذي يأتي انطلاقا من تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه وكوارثه. ويؤكد أهمية ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، مما من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.

بوركت جهود الإمارات في نشر قيم الإخاء والتسامح والسلام.

فاطمة بنت مبارك