اليوم الدولي للعيش معا في سلام

في ظل الظروف التي يعيشها عالمنا اليوم من تحديات وصعوبات، تتفاوت الدول في طرق مواجهتها وفي الوصول الى النتائج التي ينبغي تحقيقها، وعبر سنوات طويلة من المعاناة والتفاوت والاختلاف يتأكد لنا الحاجة الى تحقيق مطلب إنساني تحتمه طبيعتنا الاجتماعية وترتكز عليه مصالحنا  الانسانية. ومن هذا المنطلق أعلنت الامم المتحدة في عام 2017 أن يكون يوم السادس عشر من مايو في كل عام يوماً دولياً للتعايش بسلام.

ويمثل هذا اليوم دعوة للدول والشعوب لزيادة تعزيز التواصل وتوثيق عرى الاخوة الانسانية في إطار منظمومة السلام، والتنمية المستدامة، والتسامح والتعاون فيما بينها.

وما احوجنا اليوم في ظل مواجهة جائحة كورونا وفي ظل كل التحديات التي تواجه الدول والشعوب من تداعيات؛ صحية واقتصادية واجتماعية، أن نمد أيدينا نحو شركاؤنا في هذا العالم، وأن نعمل سوياً على تعزيز جهودنا في عدة مجالات هامة، وذات أولوية أهمها في الوقت الحاضر؛ البحوث العلمية في مجال الادوية واللقاحات التي من شأنها معالجة آثار هذا الوباء على البشر، بالاضافة الى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة من اجل مساعدة العديد من الشعوب الذين لا تتوفر لديهم امكانيات العلاج والاجهزة والمعدات الطبية، مما يستلزم التعاون بين الجميع وتقديم الاسهامات التي تركز على تقديم الدعم لمن هم في حاجة له.

ونحن في دولة الامارات وبفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل قيادتنا الرشيدة يتمتع المجتمع الاماراتي بقيم اجتماعية ودينية وثقافية، مما جعل هذا المجتمع يجسد التلاحم والترابط والتعاون والتسامح، ورغم انه يضم العديد من الجنسيات والثقافات ، الا أنه يتمتع بثقافة التسامح والسلام الاجتماعي بين أفراده لأنهم يعيشون في ظل منظومة مجتمعية تسودها مبادئ التعايش والاخاء مما انعكس على خلق وعي ثقافي اجتماعي خاصة في تكوين العلاقات الاجتماعية التي بنيت على التعاون والتبادل بين الافراد.

ونحن في ظل هذه الازمة ومن أجل مواجهة تحدياتها ولجعل يوم السادس عشر من مايو يوماً جديراً بالاهتمام، لا بد أن يكون الاحتفال به هو المساهمة في مبادرات عملية تعكس أهمية التعايش والترابط ونبذ الخلافات واحتوائها مع ازالة كل العقبات من أجل أن نحمي عالمنا الذي ننتمي له جميعاً. فنحن شركاء في كل ما يواجهنا في هذه الازمة، وفي غيرها .

فالعيش المشترك الذي يقوم على السلام والتسامح والتعاون هو شيء حتمي ، ولذا لابد من النركيز على المصالح الانسانية التي توفر لبني البشر العيش بسلام وأمن واستقرار. وهذه جميعها مكون لمبادئنا الانسانية التي توحدنا في كل الظروف ، وأتمنى من الله أن تسود هذه المبادئ في الحاضر والمستقبل، وأن تكون هي الثقافة السائدة بين أبناء الشعوب من أجل أن يعيش الجميع، في اطار  قيم ترسخ للعيش بسلام وتسامح ومحبة.

فاطمة بنت مبارك