التعليم

إن التعليم هو أحد متطلبات التنمية البشرية، ولذا نجد ان جميع دول العالم تخصص معظم ميزانيتها للتعليم سعياً منها لإعداد مواردها البشرية لتكون مؤهلة للمساهمة في مسيرة التنمية ودعم الاقتصاد الوطني والعمل على تحقيق التقدم والازدهار.

وتبقى قضايا التعليم مرتبطة بأمور كثيرة وفق الظروف والتحديات ومرتبطة بالاستراتيجيات التنموية التي تنتهجها الحكومات، وكذلك ترتبط بطريقة تنفيذ السياسات والبرامج من قبل القائمين على شأن التعليم.

ورغم ما تتبناه هذه السياسات والبرامج من مبادئ وقضايا لتطوير التعليم سواء في المواد التعليمية أو في طرق التدريس أو في استخدام التقنيات، يبقى المعلم أساس كل تطوير ومفتاح كل نجاح لأي عملية تعليمية.

المعلم هو ذلك الانسان الذي يبذل حياته في تزويد حياة الآخرين بكل ما يحتاجونه من معارف ومهارات. إنه قائد العملية التعليمية والقدوة والمثال الذي يحتذي به طلابه ولذلك عليه أن يكون على قدر المسؤولية في غرس القيم والاخلاق وفي تعليم المنهج الفكري.

وهو نقطة الارتكاز بين الجهات المسؤولة عن عملية التربية والتعليم، بالإضافة إلى أنه من يملك المعارف والمعلومات التي يجب أن يأخذها الطالب في كل مرحلة من مراحل تعليمه، وتقديمها لهم بالطريقة التي تناسب عقلياتهم وميولهم وتوجهاتهم. هو الذي يعطي للمنهج النظري في كل الكتب الدراسية استحقاقه في التطبيق من خلال تطوير أساليب التعليم بالممارسة وبالتقنيات وبغيرها من طرق الإبداع والابتكار.

ولذا فإن الدور المطلوب من معلم اليوم يختلف بعض الشيء عما سبق مما يتطلب اعداد المعلمين وتدريبهم وتطوير خبراتهم بما يتناسب ومتطلبات التنمية المستدامة وبما يتوافق مع تطوير التقنيات وتحقيق فرص الاستثمار في العنصر البشري عن طريق فتح مجالات الابتكار والابداع للطلبة.

والمطلوب الآن من المعلم التركيز على استخدام التقنية وابداع الطلاب بحيث يستطيع الطلاب خلق بيئتهم التعليمية واختبار تجاربهم وابتكاراتهم.

كما يجب على المعلم استخدام اساليب واضحة للتعلم وتوفير التدريب العملي للطلاب لزيادة كفاءتهم التنفيذية لجعلهم قادرين بأسلوب الممارسة والتفكير على مواجهة التحديات التي تواجههم في بيئة الصف أو في بيئة المدرسة باعتبار ذلك جزء ممثل لمجتمعهم مما سَيكوّن لدى الطلاب ذخيرة من مهارات إدارة الذات، كما سيطور من كفاءتهم حين ينفتحون على العالم من حولهم ويعيشون فيه.

ومن هذا المنطلق فإن المعلم اليوم يشارك بقوة في صنع المستقبل، فكلما كان ملماً وممتلكاً لمهارات التعليم الحديث كلما كان قادراً على فتح آفاق الفكر وايصال المعرفة وصنع الابداع والتميز لدى طلابه.

فاطمة بنت مبارك