
المناسبات … قيم وعمل
في كل عام تتعدد وتتجدد المناسبات ، منها الوطنية والعالمية، ومع حرص الناس على الاحتفال بمناسباتهم التي تعكس وطنيتهم وحبهم لمجتمعهم، كما تعكس تفاعلهم مع القضايا العالمية الانسانية التي لا تعرف جنسية ولا حدوداً ، فهم دائماً يتطلعون إلى أن تكون مناسباتهم في أعوامها الجديدة تحمل لهم انجازات تنعكس إيجاباً على استقرارهم وسعادتهم، ورغم كل الظروف والتحديات التي يمر بها العالم أجمع أو تمر بها دولهم، فكثير منهم متفاؤلون بأن القادم سيكون أفضل وإن الأحلام ستتحقق يوماً، فكل معاناة يولد منها أمل يخلق للكثيرين مزيد من الفرص، ويوجههم لاستثمار طاقاتهم وامكاناتهم، من أجل انجازات يسهمو بانفسهم في صنعها، تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنعم والخير.
عادة ما توجد منظومة من الخبرات والتجارب بين المناسبة والقيم والعمل والتفاؤل، يجب أن يستوعبها الجميع ويتعلموا منها، وأن ينظروا إلى كل المناسبات الوطنية والعالمية بأنها ليست عابرة بمرور السنين، بل هي قيم ومبادئ إنسانية ترتقي بإنجازاتنا وتعمق تعاوننا وأخوتنا، فالمهم أن تعطى قيمتها الحقيقية المتمثلة في تحقيق ما نصبو إليه.
فبعض الناس يراها كشجرة مثمرة تأتي أُكلها في كل عام، وبعضهم الآخر ينظر إليها كمقعد في حديقة، هو إعتيادي في شكله ووظائفه، ويبقى السؤال الأهم كيف نجعل من كل مناسبة فكراً جديداً ورُؤى جديدة ومهام جديدة وإبداع ، وحتى تكون هذه المناسبات أكثر نفعاً ووقعاً في نفوسنا من حيث عمق أثرها ومشاركة الجميع بإيجابية لانجاحها،إذ ليست المناسبة يوماً في كل عام، ولكن هي عملاً دائما نحتفل به في يوم من العام، ولذا على الجميع أن يعمل بجد ويشارك حتى تكون المناسبة متجددة بالعطاء متميزة بالتقدم ثرية بتراكم الخبرات والتجارب، فتنتقل قيمها الراسخة من جيل إلى جيل، لأن العمل الممتد خلاف العمل المنقطع.
ولذا فإذا أردنا أن نُحي مناسبة علينا أن نجعل الجميع مشاركاً بها قولاً وعملاً، فكلما كان الجهد مثمراً كلما أصبح واجباً وكلما حقق تقدماً وكلما زاد الإهتمام به والاحتفاظ بقيمته.
مع خالص تمنياتي أن تكون مناسبات شهر نوفمبر الوطنية والعالمية حافلة بالعطاء والمشاركة الإيجابية المُفعمة بالسلام والمحبة.