شهر الابتكار 2020

إن مسارات التنمية ومتطلباتها وتحقيق أهدافها تحتاج دائماً إلى خطط متطورة وآليات عمل متوائمة مع احتياجات التنمية البشرية وتحقيق تطلعات وأهداف الدول وشعوبها . ومن هنا فإن دولة الإمارات الساعية إلى تحقيق أهدافها وفق استراتيجيات تنموية تعتمد على الإنسان وبناء قدراته لتجعله مستعداً لمواجهة تحديات المستقبل ومتطلباته، ولذا فقد عملت على ارساء ثقافة الابتكار وجعلت  منه مسار عمل ونهج حياة ، لما له من أهمية في دعم الاقتصاد والارتقاء بمستوى الحياة، إذ يعتمد الابتكار على اكتشاف الفرص الجديدة والوصول الى آليات وادوات مسرعات التنمية، والتي تختصر الكثير من الوقت والجهد وفي نفس الوقت تحقق ما يتناسب مع التوقعات أو ما يفوقها.

ومن هنا حرصت قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،  وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واخوانهم حكام الامارات، على وضع الابتكار ضمن رؤيتها كمحرك أساس في مسيرة التنمية المستدامة وترجمت ذلك في الاستراتيجيات والخطط وبرامج العمل، وشجعت المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني على تبني مفهوم الابتكار وتعظيم دوره كعاملاً مهماً في تحقيق الأهداف وفي تعزيز التنافسية لدولة الإمارات.

كما نجد جهود القيادة الرشيدة المتواصل في تطوير عمليات البحث العلمي والذكاء الاصطناعي، وتعزيز منظومة العلوم المتقدمة لتحسين جودة الحياة سواء في توفير الرعاية الصحية وتعزيز الاستدامة في البيئة الاماراتية، وفي تحقيق الامن الغذائي وفي كافة مناحي الحياة التي تجعل المواطنين والمقيمين يتمتعون بالسعادة والعيش الكريم.

كما تبنت جميع المؤسسات مبدأ مشاركة الجميع وحشد فرق ومجموعات العمل المتنوعة لتعطي بشكل تفاعلي نتائج مفيدة وذات قيمة للجميع. إن مؤسسات الدولة بفضل القيادة الرشيدة تعمل على خلق بيئة عمل تشجع على التفكير الإبداعي والابتكار كما أنها تعمل على تعزيز السلوك الإبداعي والتعاوني والتواصل المفتوح.

وأرى أن الابتكار أصبح يلعب دوراً كبيراً في الإدارة والاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية أو بالأحرى في كافة المجالات، فأبواب الابتكار مفتوحة أمام الجميع لأن الابتكار لم يكن في يوما ما حكراً على مجال دون آخر أو على شعب دون آخر.

إننا متفائلون بالمستقبل نظراً لما نقوم به اليوم من مهام وما نحققه من إنجازات، كما أننا متفائلون أكثر بأبناء الإمارات الذين يمتلكون الفكر والعزيمة والإصرار، وإن الجهود كلها مستمره من أجل أن يبنوا الحاضر والمستقبل بكل ثقة وآفاق مفتوحة وبقدرات بناءة تساعدهم على صياغة أفكار ومبادرات جديدة واكتشاف فرص واعدة من أجل مستقبل مشرق.

ولي كلمة أخيرة، أود أن أؤكد على ضرورة الاهتمام بالنشء وطلاب المدارس، فهم الأكثر استعداداً للمستقبل وهم وكلاء التغيير وسيكون لهم بلا شك دورهم الإيجابي في خدمة مجتمعهم، ولذا أجد من المهم أن تكون لهم معرفة واسعة ومتخصصة إلى جانب تدريبهم على شحذ قدراتهم وعلى التفكير المبدع عبر حدود التخصصات، كما إنهم سيحتاجون إلى مجموعة واسعة من المهارات بما في ذلك التفكير النقدي والتحليلي والتعلم الذاتي ليكونوا سواعد قوية في بناء المستقبل المليء بالتحديات العلمية والتكنولوجية. وأنا على ثقة بأنهم سينجحون وسيحققون طموحات القيادة الرشيدة التي آمنت بهم وسخرت كل الجهود من أجلهم.

فاطمة بنت مبارك