من أجل ان يعم السلام

إن التطورات العلمية والتكنولوجية في وسائل الاتصالات والمواصلات قربت المسافات بين شعوب العالم، كما ساهمت في نقل المعلومات والأفكار بينهم، فأصبحوا  يعيشون في قرية كونية تجمعهم المصالح المشتركة. يؤثرون ويتأثرون بكل ما حولهم من أحداث وقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية أو صحية. مما دفع المنظمات العالمية للسعي لعقد شراكات واتفاقيات دولية من أجل أن يحظى الجميع بعيش مشترك يسوده التفاهم والسلام والتعاون، لجعلهم أكثر قدرة على مواجهة المصاعب والتحديات بقوة وإرادة صادقة.

وها نحن اليوم نرى أوضح مثال على ذلك فدول العالم بشعوبها وحكوماتها ومنظماتها تعمل مجتمعه بكل قوة من أجل مواجهة جائحة كورونا. كما تتطلع أيضا إلى إيجاد حلول سلمية للنزاعات والخلافات التي تشهدها بعض مناطق العالم . لقد عانت الكثير من شعوب العالم آثار مدمرة خلفتها الحروب والصراعات، وأصبح السلام خياراً لابد منه، فبدونه لن تتحقق التنمية، ولن تتقدم المجتمعات، ولن تحظى البشرية بعيش کريم، فالسلام هو طريق استقرار الشعوب وضمان أمنها.

وعندما يتحقق السلام في بلد ما فإن انعكاساته تتأثر بها باقي البلدان ، وما أحوج العالم اليوم بأن يكون السلام شاملاً ودائماً. وهذا ما يؤكد على أهمية تعزيز قيم مبادئ السلام والعيش المشترك ، ليس كمنهاج للحكومات والمنظمات فقط، ولكن كأولويات تصب في منظومة التعليم وبناء الانسان كمبدأ وفكر وعقيدة وسلوك.

ومن هنا تأتي أهمية تبني وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي في الرابع من فبراير عام 2019، إذ نجد أن أول ثوابت هذه الوثيقة هو بناء سلام عالمي، كما اعتمدت الوثيقة قيم السلام التي نادت بها جميع الأديان والثقافات الانسانية التي تركز على احترام كرامة الانسان وتعزيز قيم الأخوة والتعاون والمحبة والتسامح.

فاطمة بنت مبارك